وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا () وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
الحمامتين ..
(( قصة مقتبسة من كتاب : كليلة و دمنة )
زعموا حمامتين ذكراً و أنثى ملأ عشّهما من الحنطة و الشّعير .
فقال الذكر للأنثى : إنّا إذاً وجدنا في الصّحاري ما نعيش به فلسنا نأكل ممّا هنا شيئاً.
فإذا جاء الشتاء و لم يكن في الصحاري شيء رجعنا إلى عشّنا فأكلناه.
فرضيت الأنثى بذلك و قالت له :نعماً رأيت.
و كان ذلك الحب نديا" حين وضعاه في عشّهما.
انطلق الذّكر و غاب،فلمّا جاء الصّيف يبس الحبّ و تضمّر،فلمّا رجع الذكر ، ظن الحبّ ناقصا" فقال لها : أليس كنّا جمعنا رأينا على ألّا نأكل منه شيئاً فلم أكلته ؟ فجعلت تحلف أنها لم تأكل منه شيئاً ، و جعلت تتنصّل إليه فلم يصدّقها و جعل ينقرها حتّى ماتت.
فلمّا دخل الشتاء و جاءت الأمطار تندّى الحبّ و امتلأ العش كما كان،فلمّا رأى الذكر ذلك ندم ، ثم اضطجع إلى جانب الحمامة و قال: وما ينفعني الحبّ و العيش بعدك إذا طلبتك فلم أجدك و لم أقدر عليك ، و إذا فكّرت في أمرك و علمت أنّي ظلمتك و لا أقدر على تدارك ما فات.
فلمّا دخل الشتاء و جاءت الأمطار تندّى الحبّ و امتلأ العش كما كان،فلمّا رأى الذكر ذلك ندم ، ثم اضطجع إلى جانب الحمامة و قال: وما ينفعني الحبّ و العيش بعدك إذا طلبتك فلم أجدك و لم أقدر عليك ، و إذا فكّرت في أمرك و علمت أنّي ظلمتك و لا أقدر على تدارك ما فات.
ثمّ استمرّ على حزنه فلم يطعم طعاما" أو شرابا" حتّى مات من الحزن و الجوع ..