يا شمس يا شمّوسة ...
السبت 13 تشرين الأول : ....... يومية : إبراهيم جوهر - القدس
يا شمس يا شمّوسة ...
الفجر صاف ، والناس تتململ وهي تتهيأ لبدء يوم جديد .
لا أحد يدري ما ذا ستحمل ساعات اليوم .
( يا شمس يا شمّوسة ، خذي سنّي اللبني ....)
(أتململ) من تزاحم الأفكار ؛ اليوم سبت ، والسبت عطلتي الأسبوعية ، والسبت موعد للأعراس والحفلات . البرنامج اليومي تصوغه أيام العطلة الأسبوعية ، وحين صار السبت يوما للعطلة صارت البرامج (تتسبت) دون قصد مسبق .
السبت يطغى ، السبت (ينتصر)!!
أسأل : كيف لي أن أغيّر (ميقات) السبت ؟ كيف لي أن أعيد للروح صفاءها وللجذور ماءها ؟
(الزيتون لا يحلى إلا بالرّص) المثل الشعبي وهو يحمل حكمة الأجداد يغيب عن التطبيق حين يغيب المطبّق عن ذاته . المثل هنا كان موضوع رسم كاريكاتوري هذا اليوم في صحيفة (الحياة الجديدة) .
الكاريكاتور كفن إبداعي لا يدري أن حياتنا الجديدة هذه الأيام صارت كاريكاتورا .
( الله وكيلك يا أبي ، صرنا فرجة ....قالها دريد بفكر الماغوط ).
اليوم صباحا أرسلت (أقحوانة الروح) إلى الكاتب (محمود شقير) . أبو خالد سيكتب تقديما لليوميات المقدسية التي اخترت لها عنوانا شاملا (أقحوانة الروح) ثم سيوصلها بطريقته إلى من يتولى نشرها . اليوم ودّعت كلماتي ويومياتي التي بدأت يوم 23 شباط ، وها أنا أواصل في انتظار ما تحمله الساعات والأيام . ( يا شمس يا شموسة ، خذي سنّي اللبني واعطيني سن الغزال ...)
حضرت أغنية تبديل الأسنان مترافقة مع وداع يوميات (أقحوانة الروح) وإيداعها في يد أمينة .
مساء اليوم أمضيت أربع ساعات في المشفى برفقة حفيدي (إبراهيم) الصغير . جفن عينه اليسرى الآن يغمض على خمس قطب حريرية ! بداية الحبو كلّفته جرحا في جفن العين اليسرى وخمس قطب .
سؤال لاحقني : ما سر العين اليسرى ؟! لماذا تتقصدها المصائب والنوائب ؟!
...يا شمس يا شموسة ...