هذا إحساسي...

هذا إحساسي... هذا صوت جدي....هذه حركات جدي... بهدوء يتوجه الى الحمام ليتوضأ فجرا... خطوته كالموسيقا...صوت عكازه كالسنفونية... لا أحد يستطيع أن يحبسه في البيت... فيه شوق للشمس... يسبح في الدار من الصباح الباكر حتى المساء... لا يتعب...لا يغضب... بالأمس همس في أذني.... أريد أن أتجول في شارع الحمراء... إبتسمت...قلت له لماذا لا... وخرجنا...ومشينا...بهدوء...وبمساعدة عكاز جدي... رفض أن آخذ بيده... وقف أمام إحدى المكتبات...نظر الى الكتب من خلال الزجاج... ثم عاد وأكمل طريقه... عاد يهمس في جوارحي... هنا كنت أقضي كثيرا من أوقاتي... أبحث عن كتاب...عن قصة... هنا تعرفت على نيتشه...وقرأت كتابه هكذا تكلم زرادشت... أحببت ذلك الكتاب... وفيما بعد قرأت أن جبران كتب كتابه النبي من أفكارهذا الكتاب... وتابع سيره...ووقف أمام مقهى نوعا ما قديم... وإبتسم... هنا جالست سهيل إدريس... همست في أذن جدي...أتحب أن نجلس... قال لا...وتابع سيره... الدرب طويل...ولكن الفرح كان يعيش على وجه جدي... ثمة حنان في جوارحه...وهج في عيونه... فجر في أطرافه...ضباب في ماضيه... كان وهو يمشي يحلم بالماضي...كل الماضي... بالسماء الزرقاء...بالقلوب الحنونة...بالزحام... ببائع الكستناء...برائحة الذرة... وبعد فترة من الزمن همس في أذني... هل ممكن أن نأخذ تاكسي بالعودة... وهكذا عدنا الى البيت... وفي طريق العودة أخذ مني وعدا أن نعود لمثل هذه الجولة... وعدته خيرا... رحم الله جدي... تحياتي سن لايت